مرض الكايميرا
"الكايميرا" ... عندما يقوم الجنين بابتلاع أخاه التوأم فيندمج مع جسده و يلتحم معه فينتج عن هذه الحالة ولادة جنين واحد فقط، يحمل خلايا شقيقه فيصبح شخصين في شخص واحد.
سمّيت هذه الحالة بالكايميرا (Chimeras) نسبة الى مخلوق أسطوري هجين، مشهور في الأساطير اليونانية القديمة، مكوّن من ثلاثة حيوانات، رأس أسد مع رأس وجسم ماعز وذيل أفعى. الكايميرا ليست فقط أسطورة قديمة، وإنما هي حالة طبية تحدث عند النبات والحيوان والإنسان.
ما هي آلية تشكل الكايميرا؟
تحدث هذه الحالة عندما يتم إنتاج بويضتان من مبيض الأنثى، وعندما يتم التزاوج وتخصيب البويضتين يتكوّن جنينان كل واحد منهما يمتلك حمضًا نوويًا نصفه قادم من الأم والنصف الآخر قادم من الأب، ولكن هناك ثلاثة احتمالات عند تشكل التوائم وهم:
- الاحتمال الأول:أن يكمل كلا الجنينين نموهما وهما منفصلين تمامًا، وعندما يولدان يكونان بحالة طبيعية، عبارة عن توأمين.
- الاحتمال الثاني:هو أن يختفي أحد الجنينين تمامًا، أي يتم امتصاص خلاياه عن طريق جسم الأم دون أن تشعر الأم نهائيًا بأية أعراض أو أن تلاحظ أية مشاكل، وهذه الحالة تعرف باسم متلازمة التوأم المتلاشي.
- الاحتمال الثالث:هو أن يقوم أحد الجنينين بالتهام الجنين الآخر، كأن يندمج معه أو يلتحم معه ويصبحوا كائنًا واحدًا فقط. وهذه تحدث في المراحل الأولى من التخليق والتكوين للبويضتين المخصبتين، وبالتالي عندما يندمجوا مع بعض يتشكل جنين بشري واحد ولكن أنسجته في الأصل كانت ستشكل جنينان (أي أنهما لو ولدا بالحالة الطبيعية سيكونان كائنين بشريين غير متشابهين، كل واحد منهما يمتلك حمضًا نوويًا مختلفًا عن الآخر).
عندما يبدأ الجنين بالنمو وتبدأ خلاياه بالانقسام والتشكل والنمو (يمكن أن تكون أجزاء من هذه الخلايا قادمة من جنين آخر، مثلًا خلايا الشعر ممكن أن تحمل حمضًا نوويًا ما وخلايا الكبد تحمل حمضًا نوويًا آخر. حتى أن دمه يمكن أن يحمل فصيلتين في نفس الوقت. وماذا لو كان الجنين الآخر أنثى والجنين الثاني ذكر، هذا يعني جزء من خلاياه مؤنثة والجزء الآخر مذكرة. أو أن تكون أحد الأعضاء مؤنثة والأعضاء الأخرى مذكرة مثل الأجهزة التناسلية). وبالتالي سيولد الجنين وهو عبارة عن كايميرا اثنان في واحد.
