من المعروف عند عامة المسلمين وخاصتهم أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد ولد يوم الإثنين، والصوم يوم الاثنين أمر مباح، ومشروع، بل أمر محبب، وفيه الترغيب، وهذا الترغيب مبناه كلام النبي صلى الله عليه وسلم حين سأل عن سبب صيامه يوم الاثنين.
لما سئُل صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال هذا هو اليوم الذي ولدت فيه، وفيه أنزل علي، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن صومه هذا أنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله سبحانه وتعالى وقال في الحديث أن يومي الاثنين والخميس هما يومان تعرض فيهما الأعمال على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يحب أن تعرض أعماله وهو صائم.
أحاديث صيام الاثنين والخميس
ولصيام الاثنين والخميس في السيرة والسنة النبوية العديد من الأحاديث التي تدل على صحة ومشروعية صيام تلك الأيام، بل والترغيب فيها، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك قد نقل في أحاديث صحيحة منها:
بت عَنْ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ انْطَلَقَ مَعَ أُسَامَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ إِلَى وَادِي الْقُرَى يَطْلُبُ مَالًا لَهُ وَكَانَ يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ لَهُ مَوْلَاهُ: لِمَ تَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ وَأَنْتَ شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ رَقَقْتَ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: “إِنَّ أَعْمَالَ النَّاسِ تُعْرَضُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ.
روى ابن ماجه -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: “أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يَصُومُ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ»، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ إِنَّكَ تَصُومُ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ؟ فَقَالَ: «إِنَّ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ يَغْفِرُ اللَّهُ فِيهِمَا لِكُلِّ مُسْلِمٍ، إِلاَّ مُتَهَاجِرَيْنِ، يَقُولُ: دَعْهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا».
صيام الاثنين والخميس يعتبر شكر
لا يوجد ما يمنع في الإسلام من قيام المسلم بالصوم أو أي عبادة من عبادات التقرب إلى الله المعروفة، والمبينة من خلال الكتاب والسنة وأجماع العلماء، على أن تكون هذه العبادات تطوع لله وشكراً له سبحانه وتعالى على نعمه، لكن لا يوجد غي الدين الإسلامي ما يعرف باسم صيام الشكر ولا صدقة تسمى صدقة الشكر، أما ما قد ورد في شأن سجود الشكر عند حدوث نعمة أنعم بها الله عليه، فهو فقط الصحيح.
فلا يوجد في الشريعة الإسلامية ما يقرب العبد لربه تحت مسمى صيام شكر أو صلاة شكر، ولا شك أن من يقول بهذا فهو ينطبق عليه حديث النبي أنها بدعة، ومردودة عليه.
وهذا لا يعني ان المسلم لا يحمد ربه ويشكره إذا أصابته نعمه، أو ارتفعت عنه غمه، بل على العكس لابد من كثرة شكر الله لكن دون تسميات مثل صلاة شكر وصيام شكر، في صحيح البخاري عن المغيرة رضي الله عنه قال: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلي حتى تورمت قدماه أو ساقاه فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبداً شكوراً.