قصة إغتيال الأتابك عماد الدين زنكي

4 min read
محتويات المقالة

قصة إغتيال الأتابك عماد الدين زنكي ... )) 

نذر "عماد الدين" نفسه وأبناءه الثلاثة: "نور الدين محمود" و"سيف الدين غازي" و"قطب الدين مودود" لجهاد الصليبيين، وتحرير بلاد المسلمين من عدوانهم واحتلالهم.

وكان "نور الدين" أكثرهم تصديا للصليبيين، ولم يألُ أخوه "سيف الدين" و"قطب الدين" جهدا في مساندته، والوقوف إلى جانبه في جهاده لصد الصليبيين وعدوانهم، والسعي إلى تحرير بلاد المسلمين منهم .. ؟؟

ومرض "سيف الدين غازي" بمرض حادّ، واشتدت عليه وطأة المرض، فأرسل إلى "بغداد" يستدعي "أوحد الزمان" أشهر أطباء عصره، فحضر إليه ليعالجه من مرضه، ولكن ساءت حالته، وما لبث أن توفي متأثرا بعلته في [جمادى الآخرة 544هـ = أكتوبر 1149م .. عن عمر بلغ أربعا وأربعين سنة.

فلما توفي "سيف الدين" كان أخوه قطب الدين مقيما عنده في الموصل، فاجتمع عدد من رجال الدولة منهم: الوزير "جمال الدين محمد بن علي الأصفهاني" والأمير زين الدين علي كوجلة صاحب "إربل" والمقدم على الجيوش ..

واتفقوا على تولية "قطب الدين" خلفا لأخيه، خاصة أنه لم يترك سوى ابن واحد صغير السن لا يصلح للقيام بأعباء الملك، والاضطلاع بمهمة تصريف شئون الدولة في تلك المرحلة الحرجة، التي شهدت العديد من الحملات الصليبية على الشرق ... !

فأحضروا "قطب الدين"، وحلفوا له بالولاء، وأركبوه إلى دار السلطنة، وسلموه مقاليد البلاد، وأصبح يحكم جميع ما كان بيد "سيف الدين" من البلاد إغتيال الأتابك عماد الدين زنكي ....

كان فتح "الرها" هو أجلّ وأعظم أعمال "عماد الدين"، ولم يمض عامان على ذلك النصر العظيم، حتى تم اغتياله في 6 ربيع الآخرة 541 هـ = 15 سبتمبر 1146م خلال حصاره لقلعة جعبر على يد "يرنقش"- كبير حرسه- الذي تسلل إلى مخدعه فذبحه وهو نائم ... !!!

ويرى عدد من المؤرخين أن اغتيال "عماد الدين" جاء لأسباب سياسية أكثر منها شخصية، فقد كان في أوج انتصاره على الصليبيين .. ، كما حقق انتصارًا آخر على المستوى الإسلامي بعد أن نجح في توحيد الصفوف وتكوين جبهة إسلامية قوية، ومن ناحية أخرى

فقد كانت قلعة "جعبر" على وشك السقوط بعد أن بلغ حصاره لها مداه، فضلاً عن أن قاتله "يرنقش" كان من الباطنية، وقد استطاع التستر والانتظار طويلاً- على عادة الباطنية- حتى حانت اللحظة المناسبة لتنفيذ جريمته، فاغتال "عماد الدين" وهو في قمة مجده وانتصاره. الأبطال لا يقتلون إلا غدراً ......

إن الأسود لا يقتلون إلا في الظلام وإن الأبطال لا يُنالون إلا بالغدر والخيانة، وتلك هى المأساة الكبيرة التى عانت منها أمة الإسلام على مر عصورها .. ، فكلما ظهر فيها بطل أو قائد أو داعية أو عالم في الشرع أو في فرع من فروع العلوم أو نبغ أحد في أى مجال من المجالات التى ستحقق خيراً ونفعاً للمسلمين .. ، فإن أعداء الأمة والدين يعملون على إزاحة هذا النابغة بشتى الوسائل إما بالاغراء والإستقطاب أو بالسجن والنفى أو بالقتل والغدر، وثبت الأبطال والأفذاذ الذين قتلوا غدراً طويل وممتد منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم حتى وقتنا الحاضر ...

بعد الإنتصار العالمى في 'الرها' ضاقت السبل على أعداء الإسلام وأصبح كيانهم الصليبى بالشام والذى بنوه في خمسين سنة في خطر حقيقى في ظل وجود هذا الأسد الرابض .. ، وبعد أن أعيتهم الحيل في ميادين القتال وصار ينتصر الأسد عليهم في كل موطن .. ، قرروا اللجوء إلى سلاح الغدر والخيانة والأيدى القذرة التى لا تعمل إلا في الظلام .. ، فكر الصليبيون في كيفية التخلص من عماد الدين زنكى وبعد تفكير وتقليب في من سيقوم بهذه المهمة قرروا إسناد مهمة الإغتيال لمجرمين محترفين مأجورين متخصصين في هذا الطريق وهم ( الحشاشون .. ) .. ، وهى فرقة باطنية وإحدى الفرق الضلاليه وقد أسسها رجل اسمه الحسن الصباح بعد أن تعلم الزندقة والإلحاد في مصر أيام المستنصر الفاطمى

سسسسسس

ولما عاد إلى الشام أسس هذه الفرقة التى تعتمد على الإغتيال والغدر مقابل الأموال والضياع، وكان الباطنية أشد ضرراً وخطراً على المسلمين من الصليبيين واليهود ... وبالفعل وفى 6 ربيع الآخر سنة 541 هجرية والبطل الفذ عماد الدين زنكى يحاصر أحد القلاع المطلة على نهر الفرات واسمها 'قلعة جعبر' قامت مجموعة من الباطنية بالاتفاق مع الصليبيين بعد أن قبضوا الثمن بالتسلل إلى معسكر عماد الدين زنكى واندسوا بين حراسه وفى الليل دخلوا عليه خيمته وهو نائم وقتلوه رحمه الله .. ، !

وهكذا مات البطل وترجل الفارس وحط الراكب بعد حياة طويلة كلها جهاد وكفاح ونصرة للإسلام وأهله وبعد أن أحيا ما كان مندثراً وأعاد ما كان مفقوداً ووضع الأساس المتين لمن جاء بعده فرحمه الله رحمة واسعة وغفر له ما كان من خطايا وزلات ...

واسمع ما قاله عنه المؤرخون قال ابن الأثير في وصفه [كان شديد الهيبة في عسكره ورعيته عظيم السياسة لا يقدر القوى على ظلم الضعيف وكانت البلاد قبل أن يملكها خراباً من الظلم وتنقل الولاة ومجاورة الفرنج، فعمرها وامتلأت أهلاً وسكاناً، وكان أشجع خلق الله ..!!

وقال عنه ابن كثير ( وقد كان زنكى من خيار الملوك وأحسنهم سيرة وشكلاً وكان شجاعاً مقدام ... )

قد تُعجبك هذه المشاركات

سسسسسسسس
جميع الحقوق محفوظة لـ عالم من المعلومات Premium By Raushan Design