سرايا الرسول ﷺ وغزواته

3 min read
محتويات المقالة

سرايا الرسول ﷺ الأولى في المدينة 

بعد نزول آية الإذن بالقتال قام رسول الله ﷺ بالإعداد التربوي والنفسي للصحابة الكرام رضي الله عنهم حتى أصبح الصف الإسلامي جاهزًا للصدام المروع مع قريش , وهنا بدأت الدوريات العسكرية الإسلامية تجوب المنطقة بحثًا عن قوافل قريش المتجهة إلى الشام , وهنا نلاحظ شيئًا مهمًّا، وهو اختيار الرسولﷺ أن تكون هذه الدوريات مكوَّنة من المهاجرين فقط، وذلك لعدة أسباب :

  • أنهم هم الذين وقع عليهم الظلم من قريش، وستكون حربهم مع قريش حربًا مفهومة لكل أهل الجزيرة العربية، وسيعذرونهم فيها تمامًا، وبذلك لا تفهم صورة الإسلام بطريقة خاطئة، وخاصة في أيام الإسلام الأولى حيث لم يسمع عنه بعدُ كل العرب.

  • أن المهاجرين سيكونون أكثر حمية وأشد قوة لكونهم يستردون حقًّا شخصيًّا لهم سلبته قريش منهم قبل ذلك، ففرصة النصر في جيش المهاجرين أكبر من فرصة الجيش المختلط من المهاجرين والأنصار.

  • معرفة المهاجرين بأهل قريش وطرق حربهم وقتالهم، فقد عاشوا بين أظهرهم ردحًا طويلاً من الزمن.

  • رفع الروح المعنوية للمهاجرين الذين تركوا ديارهم وأموالهم وذكرياتهم بإعطائهم الفرصة لتعويض ما خسروه ماديًّا ومعنويًّا.

  • وهو السبب الرئيسي، حيث لم يُرِد الرسول ﷺ أن يُحرِج الأنصار بالخروج في قتال ضد قريش خارج المدينة؛ لأنه قد بايعهم على نصرته داخل المدينة إذا قدم إليهم مهاجرًا، ولم يذكر في البيعة -بيعة العقبة الثانية- أمر القتال خارج المدينة، فهو بذلك لا يريد أن يحمِّلهم عبئًا لم يتفق معهم عليه مع العلم أن رسول الله ﷺ لو أمر الأنصار أمرًا مباشرًا فإنهم -ولا شك- سيطيعونه، ولكنه كان وفيًّا ﷺ في عهوده، لا يأخذ الناس بسيف الحياء، ولا يحمِّلهم ما لم يتفق معهم على حمله.

  • خلفاء رسول الله ﷺ على المدينة 

    فقد كانت هناك عدة معارك تمت في غضون سنة واحدة، ابتداءً من شهر رمضان سنة 1 هجرية إلى رمضان سنة 2 هجرية, والمعركة التي كان رسول الله ﷺ يخرج فيها اصطلح المؤرخون على تسميتها غزوة

    أما المعارك التي كان يرسل فيها رسول الله ﷺ أحد القادة ولا يخرج بنفسه فكانت تسمى سرية.

    وفي غضون هذه السنة التي نتحدث عنها خرج المسلمون للقتال ثمان مرات، أي بمعدل مرة كل شهر ونصف تقريبًا، وكانت هذه المعارك عبارة عن أربع غزوات وأربع سرايا. ومفهوم أن الذي كان يرأس المدينة حين خروج السرايا كان رسول الله ﷺ ولكن اللافت للنظر هو ما كان يحدث عند خروج رسول اللهﷺ للغزو فقد خرج رسول الله ﷺ في هذه السنة أربع مرات، واستخلف على المدينة المنورة أربعة رجال مختلفين، وهم : أسيادنا سعد بن عبادة، ثم سعد بن معاذ، ثم زيد بن حارثة، ثم أبو سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنهم أجمعين.

    أما تنوع الرجال فهذا أمر مفهوم، فقد كان الرسول ﷺ يربِّي قيادات تستطيع تحمل المسئولية، ويدربهم على ذلك تدريبًا حقيقيًّا واقعيًّا. وأما قيادة سيدنا سعد بن عبادة أو سيدنا سعد بن معاذ للمدينة المنورة في غياب رسول الله ﷺ فهذا أمر مفهوم أيضًا، الأول هو سيد الخزرج والثاني هو سيد الأوس، لكن اللافت للنظر حقًّا هو ولاية سيدنا زيد بن حارثة في مرة، وسيدنا أبي سلمة بن عبد الأسد في مرة أخرى، فهذان الصحابيان من المهاجرين وليسا من الأنصار، وولايتهم على المدينة قد تكون مستغربة وإن كانت تدل على شيء، فإنما تدل على أمور في غاية الرقي :

    منها طاعة الأنصار الكاملة لرسول اللهﷺ, ومنها أن المدينة أصبحت كيانًا واحدًا لا فرق فيه بين مهاجريٍّ وأنصاريّ, ومنها زهد الأنصار في الدنيا وعدم رغبتهم في الرئاسة أو الملك

    سسسسسس

    فإذا أضفت إلى هذا أن سيدنا زيد بن حارثة كان مولًى يُباع ويشترى علمت مدى الانقلاب الهائل الذي أحدثه الإسلام في نفوس العرب حتى قَبِل أشراف الأنصار والمهاجرين بولاية سيدنا زيد بن حارثة عليهم، ما دام يحكمهم بالإسلام وبأمر رسول الله ﷺ

    وبالاخير لا تنسى ذكر الله و الصلاة والسلام على رسول الله

    قد تُعجبك هذه المشاركات

    سسسسسسسس
    جميع الحقوق محفوظة لـ عالم من المعلومات Premium By Raushan Design